Thursday, September 24, 2009

الهة اليونان ..... و الطفل العربي



كنت جالسا في المنزل أستمع إلى مستجدات أخبار العالم السياسية و أشاهد أخبار عالمنا العربي المتهالك سياسيا و ثقافيا.. و بينما أنا كذلك وقعت يدي على إحدى القنوات العربية " الحكومية - الخليجية" و هي تبث مسلسلا لأفلام الكارتون يشبه في رسومة ما كان يعرض سابقا من " أبطال الديجيتال " أو " البوكيمون " من تلك المسلسلات التي أقل ما يقال عنها أنها تجعل الطفل يعيش في عالم الخرافة و المستحيل الذي لن يتحقق... و لكن هذه المرة كان المسلسل الكرتوني على غرار اخر و بشكل أخطر مما أتوقعه.


شدتني القوى الخارقة للرجال و النساء في هذا المسلسل حتى بدأ الشك يساورني عن هذه القدرات خاصة و إسمة ( حراس أوليمبوس - مدينة الألهه اليونانية ) , فقد رأيت أحد الرجال يشكل الطين على هيئة مخلوقات ثم تنفخ فيه سيدة جميلة فيتحول إلى كائنات حية بروح و دم و مشاعر... هنا ساورني الشك... ثم لم ألبث أن أشاهد مجلسا من الحكماء يترأسة رجل أشيب يقال له " زيوس " و هنا تبين لي أن شكي في محله.


بكل بساطة فإن هذا المسلسل بعد متابعتي له يتحدث عن الألهه اليونانية القديمة بجميع خرافاتها و أفكارها المنحرفة و كيف أن أحد هذه الأرباب ساعد البشر و أنزل لهم النار و عصى الإله الكبير زيوس. و لا أدري كم عدد تلك الألهه و لكنها كانت كثيرة جدا , فهناك إله للسماء و إلهه للأرض و إلهه للحب و إله للكرة و اله للنار وإله للماء و زعيم الألهه ووووو... فهي كثيرة و تعيش في السماء و هناك لكل شئ إله.


و يمثل البشر على أنهم رعايا من الأغنام و المخلوقات التي لا حول لها ولا قوة... لا أحب أبدا منطق التفكير في المؤامرة و لكن أين جهاز الرقابة في التلفزيون العربي من هذا , فقد بذل جهد كبير و لا شك في الترجمة و الدبلجة ثم العرض ؟؟؟!!! ألم يكن هناك من أحد يعلم مدى خطر مثل هذه المسلسلات على أطفالنا , عندما يتم غرس مبدأ الأرباب المتعددة في طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر....أسأل الله أن يرشد القائمين على إعلامنا إلى الصواب و الحق, و لازلت أحاول أن أبحث لهم عن حجة لأحسن الظن بهم ولكني لم أتوصل إليها بعد


في ظل وضع كهذا , يجب التنبة من قبل الاباء لما يشاهده الأبناء من أفلام الكرتون, بل هو من المفيد أن تشاهد الأسرة بأكملها هذه الأفلام مجتمعة حتى يستبين الوالدين عن ما يغرس في خلد الأطفال , و يسارعوا لتبديد أي شبة قد تغرس في أذهانهم .... و الله الله في الحرص على التربية و غرس القيم , فإنها في الصغر كالنقش على الحجر ... و الله من وراء القصد


و الله أعلم


هذا المقال محفوظ بقوانين الملكية الفكرية المدنية و الشرعية للمدون, و يمنع النقل أو/و الإقتباس الكلي أو/و الجزئي بأي شكل ميكانيكي أو/و إلكتروني إلا بذكر المصدر بشكل واضح و صريح و إرفاق الرابط
و من يخاف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القضائية

Friday, September 18, 2009

الهجرة إلى الغرب ... الحلم بين الزيف و الحقيقة

لا يخفى على أحد ما توصل اليه الغرب من تقدم في شتى المجالات العلمية و الإنسانية و الحقوقية ( مع تحفظي على مقدار الحرية ) و المالية. بل إن الانسان تدغدغة مشاعر الشعور بالأمان و الاستقرار في تلك البلاد , لما فيها من قوانين تحمي من يسكن في جنباتها. هذه كلها مسلمات واقعية كان من المفترض أن نكون أصحابها نظرا لتراثنا الإنساني العريق, لكن ليس هذا موضع للتحسر. إلا أن هناك عاملا هاما غير الأمان الإقتصادي و الجسدي يجب أخذه بالإعتبار قبل التفكير في الهجر للغرب. إن الأمن الثقافي و الإجتماعي و الديني, ليس للجيل المهاجر الأول فحسب و إنما للجيل الثاني و الثالث أيضا , و الذي نبقى مسؤولين عنه أمام الله طال الزمان أم قصر. لماذا يهاجر العرب و يضيعوا أبنائهم و الجيل الثاني و الثالث لهم في بلاد لا دينها ديننا و لا عاداتهم عاداتنا. أثبتت الإحصائيات أن الجيل الثاني من المسلمين في بلاد الغرب يغلب عليه الشعور بالخجل من الإسلام و التنصل و الانسلاخ منه , و الجيل الثالث أسوء و أعظم, مع وجود إستثناءات بالطبع , لكن الغالب يحكم.


هذا ليس كلامي , هذا كلام البروفسور جفري لانغ ، أستاذ الرياضيات في الجامعات الأميركية, أمريكي الأصل و الفصل , و أورد هذه الدراسة في كتاب اسمه "حتى الملائكة تسأل " . هذا الدكتور الأمريكي أسلم قبل ما يقرب من عقدين من الزمان و هو مهتم بالمجتمع الإسلامي في الغرب , و كان خلاصة الدراسة أن 85% من الشباب المسلم من الجيل الثاني , تبرأ من دينه أو يشعر بالخجل من كونه مسلما

إذا كان الانسان و لا بد مهاجرا من بلده , فليهاجر لبلد إسلامي , حتى لا تضيع هوية الأبناء و يبقوا على صله بدينهم و أخلاقهم و عاداتهم الإسلامية . ليس المال هو ما يحكمنا في مثل هذه الأمور , و لكن النظرة المستقبلية للجيل الثاني , و هم أمانه في أيدينا و سوف نسأل عن أبنائنا يوم القيامة , هل يمكن أن تتخيل أن أبنائنا يستطيعون الوقوف أمام التيار التغريبي الجارف للغرب؟؟؟؟ إذا كانوا في بلداننا الإسلامية لم يسلموا من التقليد , فكيف إذا أودعتهم بين براثن الأسد؟


لا للهجرة إلى بلاد الغرب
لا لتضييع إبني و إبنك و بنتي و بنتك و أحفادي و أحفادك
لا لتضييع عاداتي و ديني مقابل أمان و رخاء زائف , في بلاد دوما
ستشعر
أنك فيها غريب
لا لتضييع القيم و الأخلاق .. لا لرؤية إبني في أحضان الغرب و ابنتي في حضان الغرب

إن كان و لا بد من الهجرة , فبلاد الخليج واسعة , و البلاد الإسلامية الاسيوية مثل أندنوسيا و ماليزيا موجوده ,و هي بالتأكيد أخف ضررا من الغرب

لأن أعيش فقيرا غريبا في بلد مسلم أحب إلى قلبي من أن عيش في الغرب مواطنا غنيا بلا هوية و لا جذور

كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته




هذا المقال محفوظ بقوانين الملكية الفكرية المدنية و الشرعية للمدون, و يمنع النقل أو/و الإقتباس الكلي أو/و الجزئي بأي شكل ميكانيكي أو/و إلكتروني إلا بذكر المصدر بشكل واضح و صريح و إرفاق الرابط
و من يخاف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القضائية