Friday, September 18, 2009

الهجرة إلى الغرب ... الحلم بين الزيف و الحقيقة

لا يخفى على أحد ما توصل اليه الغرب من تقدم في شتى المجالات العلمية و الإنسانية و الحقوقية ( مع تحفظي على مقدار الحرية ) و المالية. بل إن الانسان تدغدغة مشاعر الشعور بالأمان و الاستقرار في تلك البلاد , لما فيها من قوانين تحمي من يسكن في جنباتها. هذه كلها مسلمات واقعية كان من المفترض أن نكون أصحابها نظرا لتراثنا الإنساني العريق, لكن ليس هذا موضع للتحسر. إلا أن هناك عاملا هاما غير الأمان الإقتصادي و الجسدي يجب أخذه بالإعتبار قبل التفكير في الهجر للغرب. إن الأمن الثقافي و الإجتماعي و الديني, ليس للجيل المهاجر الأول فحسب و إنما للجيل الثاني و الثالث أيضا , و الذي نبقى مسؤولين عنه أمام الله طال الزمان أم قصر. لماذا يهاجر العرب و يضيعوا أبنائهم و الجيل الثاني و الثالث لهم في بلاد لا دينها ديننا و لا عاداتهم عاداتنا. أثبتت الإحصائيات أن الجيل الثاني من المسلمين في بلاد الغرب يغلب عليه الشعور بالخجل من الإسلام و التنصل و الانسلاخ منه , و الجيل الثالث أسوء و أعظم, مع وجود إستثناءات بالطبع , لكن الغالب يحكم.


هذا ليس كلامي , هذا كلام البروفسور جفري لانغ ، أستاذ الرياضيات في الجامعات الأميركية, أمريكي الأصل و الفصل , و أورد هذه الدراسة في كتاب اسمه "حتى الملائكة تسأل " . هذا الدكتور الأمريكي أسلم قبل ما يقرب من عقدين من الزمان و هو مهتم بالمجتمع الإسلامي في الغرب , و كان خلاصة الدراسة أن 85% من الشباب المسلم من الجيل الثاني , تبرأ من دينه أو يشعر بالخجل من كونه مسلما

إذا كان الانسان و لا بد مهاجرا من بلده , فليهاجر لبلد إسلامي , حتى لا تضيع هوية الأبناء و يبقوا على صله بدينهم و أخلاقهم و عاداتهم الإسلامية . ليس المال هو ما يحكمنا في مثل هذه الأمور , و لكن النظرة المستقبلية للجيل الثاني , و هم أمانه في أيدينا و سوف نسأل عن أبنائنا يوم القيامة , هل يمكن أن تتخيل أن أبنائنا يستطيعون الوقوف أمام التيار التغريبي الجارف للغرب؟؟؟؟ إذا كانوا في بلداننا الإسلامية لم يسلموا من التقليد , فكيف إذا أودعتهم بين براثن الأسد؟


لا للهجرة إلى بلاد الغرب
لا لتضييع إبني و إبنك و بنتي و بنتك و أحفادي و أحفادك
لا لتضييع عاداتي و ديني مقابل أمان و رخاء زائف , في بلاد دوما
ستشعر
أنك فيها غريب
لا لتضييع القيم و الأخلاق .. لا لرؤية إبني في أحضان الغرب و ابنتي في حضان الغرب

إن كان و لا بد من الهجرة , فبلاد الخليج واسعة , و البلاد الإسلامية الاسيوية مثل أندنوسيا و ماليزيا موجوده ,و هي بالتأكيد أخف ضررا من الغرب

لأن أعيش فقيرا غريبا في بلد مسلم أحب إلى قلبي من أن عيش في الغرب مواطنا غنيا بلا هوية و لا جذور

كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته




هذا المقال محفوظ بقوانين الملكية الفكرية المدنية و الشرعية للمدون, و يمنع النقل أو/و الإقتباس الكلي أو/و الجزئي بأي شكل ميكانيكي أو/و إلكتروني إلا بذكر المصدر بشكل واضح و صريح و إرفاق الرابط
و من يخاف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القضائية

No comments:

Post a Comment