Saturday, May 29, 2010

مفهوم العلمانية



العلمانية (بكسر العين أو بفتحها) ترجمة غير دقيقة , بل غير صحيحة لكلمة (Secularism)
في الانجليزية أو (Secularite) في الفرنسية و هي كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) و
مشتقاتها على الإطلاق. فالعلم في الانجليزية و الفرنسية، يعبر عنه بكلمة (Science) و
المذهب العلمي نطلق عليه كلمة (Scientism) و النسبة إلى العلم هي (Scientific).

الترجمة الصحيحة للكلمة هي
(الادينية) أو (الدنيوية), لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب،
بل بمعنى أخص و هو : ما لا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد. و إنما
ترجمت الكلمة الأجنبية بهذا اللفظ (العلمانية) لأن الذين تولوا الترجمة لم يفهموا من كلمتي
(الدين) و (العلم) إلا ما يفهمه الغربي المسيحي منها.
و الدين و العلم في مفهوم الإنسان
الغربي متضادان متعارضان, فما يكون دينيا (عندهم) لا يكون علميا، و ما يكون علميا لا
يكون دينيا، فالعلم و العقل يقعان مقابل الدين، و العلمانية و العقلانية في الصف المضاد
للدين.

و تتضح الترجمة الصحيحة من التعريف الذي تورده المعاجم مثل دائرة المعارف البريطانية
التي تقول:

كلمة ال (Secularism) : " و هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس و توجيههم من
الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، وذلك أنه كان لدى الناس في العصور
الوسطى (في الغرب طبعا) رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا و التأمل في الله و اليوم
الاخر. و في مقاومة هذه الرغبة طفقت ال (Secularism) تعرض نفسها من خلال تنمية
النزعة الإنسانية ، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بإنجازات الثقافة
البشرية، و بإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة."


و ظل الاتجاه إلى (Secularism) يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله، باعتبارها
حركة مضاده للدين و مضادة للمسيحية. و يقول وبستر في قاموسه (العالم الجديد) شرحا لهذا
المصطلح:

1- الروح الدنيوية و هو نظام من المبادئ و التطبيقات
يرفض أي شكل من أشكال الإيمان و
العبادة.
2- الإعتقاد أن الدين و الشؤون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة و خاصة التربية العامة.

و في معجم أكسفورد تشرح كلمة (Secular) كالتالي:

1- دنيوي ، مادي، لا ديني، الحكومة الناقضة للكنيسة.
2- الرأي الذي يقول: إنه
لا ينبغي أن يكون الدين اساسا للأخلاق و التربية.

المقال القادم إن شاء الله بعنوان :
العلمانية بين الغرب المسيحي و الشرق المسلم

من قراءتي في كتاب "الإسلام و العلمانية ... وجها لوجه" للدكتور يوسف القرضاوي بتصرف
أبو انس

No comments:

Post a Comment